مقالات وبحوث – احوال العالم https://www.a7walworld.com a7wal world Mon, 22 Jul 2024 22:14:34 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=5.5.15 https://www.a7walworld.com/wp-content/uploads/2021/07/cropped-clipart4147696-1-32x32.png مقالات وبحوث – احوال العالم https://www.a7walworld.com 32 32 هل تقف الصهيونية على حافة التاريخ؟ https://www.a7walworld.com/30482 Mon, 22 Jul 2024 22:14:34 +0000 https://www.a7walworld.com/?p=30482 بقلم: محمد الجدعي

الدكتور إيلان بابي، المؤرخ الإسرائيلي البارز، يُعرف بآرائه الجريئة والمثيرة للجدل حول الصهيونية وتاريخ إسرائيل. بابي، الذي يتبنى منهجية نقدية للتاريخ الرسمي، يُعد واحدًا من أبرز المفكرين الذين يقدمون قراءة مختلفة للصهيونية وأصولها الاستعمارية. في هذه المقابلة، يقدم لنا بابي رؤيته حول تطور الصهيونية والتحديات التي تواجهها اليوم.

تأسست الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر كرد فعل على معاداة السامية في أوروبا، وسعت إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ومع ذلك، يوضح بابي أن الصهيونية لم تكن مجرد حركة دينية، بل كانت حركة قومية استعمارية. يشير بابي إلى أن «الصهيونية استندت إلى فكرة استعمارية تهدف إلى إخلاء الأرض من سكانها الأصليين لضمان أغلبية يهودية».

في البداية، كانت الحركة الصهيونية تقف على أسس علمانية، حيث كان العديد من قادتها يعتبرون الدين جزءًا من التراث الثقافي وليس هوية قومية. ومع ذلك، استخدمت الحركة الدين كوسيلة لإقناع اليهود المتدينين بدعم المشروع. يقول بابي: «تم إقناع بعض الحاخامات لدعم المشروع الصهيوني عن طريق الترويج لفكرة الخلاص والعودة إلى أرض الميعاد». هذا الاستخدام التكتيكي للدين ساعد في تحويل الفكر الغربي تدريجيًا للنظر إلى اليهود كقومية وليس فقط كدين، مما كسب الحركة دعماً دولياً واسعاً.

أحداث النكبة عام 1948 تُعد من أبرز الأمثلة على هذا التوجه الاستعماري. النكبة، التي شهدت تهجير أكثر من 750000 فلسطيني وتدمير 500 قرية، كانت بحسب بابي عملية تطهير عرقي ممنهجة تهدف إلى خلق واقع ديموغرافي جديد في فلسطين. يقول بابي: «النكبة لم تكن مجرد حرب، بل كانت خطة مدروسة لإزالة الفلسطينيين من أراضيهم وتحقيق أغلبية يهودية». يتناول بابي النكبة بتفاصيل مؤلمة، مشيرًا إلى أن هذه الأحداث تركت جروحًا عميقة في الذاكرة الجماعية للفلسطينيين وما زالت تؤثر على الوضع الحالي. يوضح بابي أن «تداعيات النكبة لا تزال واضحة اليوم، حيث يعيش الملايين من الفلسطينيين كلاجئين، محرومين من حقوقهم الأساسية ومن إمكانية العودة إلى ديارهم».

إسرائيل اليوم تقف أمام تحديات ديموغرافية وسياسية ضخمة. تزايد عدد الفلسطينيين داخل إسرائيل وفي الأراضي المحتلة يمثل تهديدًا حقيقيًا للطابع اليهودي للدولة. وفقًا لإحصائيات حديثة، يُتوقع أن يتفوق عدد الفلسطينيين على اليهود بين نهر الأردن والبحر المتوسط خلال العقد القادم، مما يشكل تحديًا كبيرًا للهوية الديموغرافية لإسرائيل. الانتقادات الدولية المتزايدة لسياسات إسرائيل القمعية تزيد من عزلتها على الساحة العالمية، مما يضعها في موقف حرج. الأمثلة تشمل قرارات الأمم المتحدة المتكررة التي تدين المستوطنات الإسرائيلية وسياسات الفصل العنصري في الأراضي المحتلة.

ولا يمكن تجاهل الانقسامات الداخلية العميقة التي تواجه إسرائيل. الصراعات بين التيارات الدينية والعلمانية، والتوترات بين اليهود الشرقيين (السفارديم) والغربيين (الأشكناز)، والانقسام بين اليمين المتطرف واليسار، كل ذلك يزيد من تعقيد الوضع الداخلي. بابي يشير إلى أن هذه الانقسامات تزيد من هشاشة المشروع الصهيوني، وتجعل من الصعب تحقيق توافق داخلي حول السياسات المستقبلية. على سبيل المثال، الخلافات حول قانون «الدولة القومية» لعام 2018 الذي يعزز الهوية اليهودية للدولة على حساب الأقليات غير اليهودية أثارت جدلاً واسعاً وأدت إلى احتجاجات داخلية ودولية.

في ظل هذه الظروف، يتنبأ بابي بنهاية وشيكة للمشروع الصهيوني. يوضح أن استمرار المقاومة الفلسطينية، سواء كانت سلمية أو مسلحة، والتغيرات السياسية والديموغرافية، تجعل من الصعب على إسرائيل الحفاظ على الوضع الراهن. يرى بابي أن هذه العوامل قد تجبر إسرائيل على إعادة النظر في سياساتها وتبني حلول أكثر عدالة واستدامة.

في النهاية، يؤكد بابي أن العدالة هي الأساس لأي حل مستدام. يدعو إلى المصالحة والاعتراف بالظلم التاريخي الذي تعرض له الفلسطينيون. يرى أن نموذج الدولة الواحدة، التي تجمع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أساس المساواة والحقوق المتساوية، قد يكون الحل الأمثل.

تقدم هذه المقابلة مع إيلان بابي رؤية جريئة وصادمة من مؤرخ إسرائيلي يهودي حول تاريخ ومستقبل الصهيونية وإسرائيل، داعية إلى إعادة التفكير في الحلول الممكنة للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والتركيز على العدالة والمصالحة كشرط أساسي للسلام الدائم.

لمشاهدة المقابلة الكاملة، يمكنكم مشاهدتها على يوتيوب…

 

]]>
«المليار الذهبي»: الغرب في مواجهة العالم https://www.a7walworld.com/28139 Sun, 07 May 2023 15:49:07 +0000 https://www.a7walworld.com/?p=28139 بقلم : عبد الحميد صيام

محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بولاية نيوجرسي

من أفضل الجلسات التي عقدها مجلس الأمن الدولي، من وجهة نظري، جلسة يوم الاثنين 24 أبريل التي ترأسها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تحت بند «السلم والأمن الدوليان: فاعلية السياسة متعددة الأطراف واحترام ميثاق الأمم المتحدة». ورغم أن الجلسة انتهت من دون إصدار أي بيان، لا صحافي ولا رئاسي، إلا أنها كانت جلسة مكاشفة بين القوى الكبرى.

كانت جلسة ردح ومرافعات قانونية، خاصة بين القوتين الأساسيتين روسيا والولايات المتحدة. كل طرف كان يظهر عيوب الآخر، ويسرد جرائمه ويغفل أو يتغافل عن جرائمه هو.

وفي المحصلة نحن استمتعنا بجلسة لا مثيل لها، تذكرنا بأيام الحرب الباردة، ونكاد نجزم أن كلا الطرفين كان ماهرا في فضح وتعرية عيوب الآخر، وانتهاكاته للقانون الدولي، روسيا تسرد جرائم المعسكر الغربي كله من أيام هيروشيما وناغازاكي، والولايات المتحدة تهرب من كل ماضيها وتتحدث عن غزو روسيا لأوكرانيا، مشيرة إلى الموقف السُريالي الذي تجسده رئاسة وزير خارجية روسيا، جلسة المجلس ودفاعه عن الميثاق الذي يحتوى على لغة واضحة، تمنع استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، لكنه يستخدم القوة في محاولة لإعادة ترسيم حدود بلد مجاور في انتهاك واضح للميثاق. يدافع عن القانون الدولي وهو متلبس بالجرم المشهود في عدوانه على بلد مستقل ذي سيادة عضو في الأمم المتحدة.

أما لافروف فقد غاص عميقا في نفاق ودجل وجرائم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي عملت على استبدال القانون الدولي بقوانينها هي، وحاولت أن تفرض على العالم لغتها ومفاهيمها وقوانينها ورؤيتها وما خالف ذلك فهو انتهاك للقانون الدولي «وآن الأوان لهذه المرحلة أن تنتهي وإلى الأبد».

قدم لافروف تاريخا لتأسيس المنظمة الدولية التي كان من المفروض أن تكون مركزا لنظام عالمي جديد يحكمه القانون، إلا أن هذا النظام ظل يعاني من أزمة عميقة. والسبب الجذري لذلك هو رغبة بعض الدول الأعضاء في استبدال القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بـ»نظام قائم على القواعد والقوانين» التي تسنها هي.

وقال إن تلك القواعد صيغت وطُبقت لمواجهة العملية الطبيعية لإنشاء مراكز تنمية جديدة ومستقلة بعيدا عن الهيمنة الغربية.

لكن الغرب ظل يحاول ردع مثل هذه التشكيلات الجديدة عن طريق إجراءات أحادية غير مشروعة، بما في ذلك منع الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة والخدمات المالية، ومصادرة الممتلكات، وتدمير البنية التحتية الحيوية للمنافسين. «إن صندوق النقد الدولي الذي تتحكم فيه الولايات المتحدة تحول الآن إلى أداة لتحقيق أهداف الولايات المتحدة وحلفائها – بما في ذلك الأهداف ذات الطبيعة العسكرية».

لقد وجد الغرب أنه من غير الملائم التوصل إلى اتفاقات ذات صيغة عالمية تخدم الجميع، فقام بإنشاء تجمعات ونواد اقتصادية، يتم اختيار أعضائها بطريقة مصممة لتقويض التعددية (مثل مجموعة الدول السبع) من أجل فرض مفاهيم انقسامية وحصرية وفوقية، بدل التوصل إلى صيغ توافقية تخدم الجميع.

سرد لافروف العديد من «المغامرات الإجرامية» التي قامت بها الولايات المتحدة على مدى العقود الماضية، في انتهاك أرعن للميثاق، سواء في صربيا أو العراق أو ليبيا أو فيتنام أو كوبا أو الصومال أو أفغانستان. ثم حث الحاضرين على التخلي عن المعايير المزدوجة، داعياً إلى احترام إعلان 1970 بشأن مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول. تنبثق الديمقراطية من ميثاق الأمم المتحدة، وتعكس كلماته الأولى المصدر الأساسي للسلطة الشرعية، موافقة المحكومين. وقال: «الأمر لا يتعلق بأوكرانيا، بل ما إذا كانت العلاقات الدولية ستتشكل بالإجماع الذي يوازن المصالح، أم بالتقدم العدواني والمتقلب لهيمنة واشنطن».

وأعلن أن الاتحاد الروسي يسعى لتحقيق القضاء على التهديدات للأمن الداخلي التي أنشأها لسنوات ممثلو منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على طول حدود موسكو، وحماية الناس من أعمال نظام كييف. ودعا الحاضرين إلى احترام مبادئ الميثاق، وتسهيل التعددية الحقيقية على الساحة الدولية، والإسراع بإصلاح مجلس الأمن لتعزيز تمثيل دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وأعلن لافروف نهاية تلك المرحلة القائمة على هيمنة المليار الذهبي. وتساءل «من الذي سمح للأقلية الغربية بالتحدث نيابة عن البشرية جمعاء؟».

المليار الذهبي

أكثر ما استوقفني هو مصطلح «المليار الذهبي»، الذي أشار إليه لافروف، قائلا إن هذا المصطلح متداول لدى قيادات حلف الناتو منذ عام 1990 بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، والمقصود بالمليار الذهبي هو مجموع سكان دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة، إضافة إلى حلفائها الأساسيين مثل كندا واليابان وأستراليا والكيان الصهيوني. هؤلاء هم من يستحقون الحماية والثروة والصحة والمصادر الطبيعية والتكنولوجيا والرفاهية.

أما بقية سكان العالم فلهم الفتات والهامش والكَبد واللهاث، واللجوء والهجرة، والحروب والأوبئة والسعي وراء لقمة العيش.

لقد انتشرت نظرية المليار الذهبي في روسيا بعد أن صاغها الكاتب الروسي أناتولي تشيكونوف عام 1990 في كتاب تحت عنوان: «مؤامرة الحكومة العالمية: روسيا والمليار الذهبي».

ثم أصبح حديثا مكررا في الصحافة، ولدى معتنقي نظرية المؤامرة مثل الكاتب الروسي سيرغي كارا- ميرزا، الذي عمم المصطلح عندما أكد أن المليار الذهبي يستحوذ على نصيب الأسد من المصادر الطبيعية في العالم، ولو اقتطع نصف حصة المليار الذهبي فقط ووزعت على بقية العالم، ما بقي فيه جائع أو مريض، وأكد أن نظرية نقص المصادر الطبيعية ونشر الرعب من تآكل المواد الأولية ليس صحيحا على الإطلاق، والهدف منه نشر روح اليأس لدى بقية سكان الأرض، كي ينعم المليار الذهبي بخيرات الكرة الأرضية. فبينما تقوم حكومات المليار الذهبي بتوفير كل احتياجات سكانها ليعيشوا في بحبوحة، يعملون على إبقاء الدول النامية متخلفة وغير قادرة على التصنيع، لتسهيل شفط المواد الأولية من تلك الدول.

فنظرية استغلال شعوب الدول النامية متأصلة في فكر الدول الاستعمارية، التي بسطت سطوتها على أطراف الأرض لنهب ثروات تلك الدول وإبقاء شعوبها متخلفة، بينما ترفع من مستوى معيشة شعوبها بشكل شبه شامل. ولكي نعرف ما قامت به حكومات المليار الذهبي، يمكننا مراجعة القليل من الجرائم التي ارتكبتها بحق شعوب المناطق المستعمرة قبل الاستقلال، واستغلال مصادر الدول النامية بعد الاستقلال والتدخل في حكوماتها، والإطاحة بكل من يعترض عليها، وغزو الكثير من الدول لإخضاعها وتدبير المؤامرات على كل قائد وطني يعمل على حماية استقلال بلاده واستغلال ثرواتها لصالح الشعب المحلي.

انتهاك القانون الدولي

دول المليار الذهبي لا شك أنجزت كثيرا من المخترعات الحديثة، ساهمت في تقدم البشرية ودخول عصر الاتصالات والإنترنت والأقمار الصناعية والحواسيب والاتصالات، وغيرها الكثير. لكن هذه الدول هي نفسها التي ارتكبت جريمة الاستعمار وجريمة الرق التي لا تموت بالتقادم. كيف لشعوب الدول النامية أن تنسى ما ارتكبته قوى «المليار الذهبي» من جرائم بحقها. هل ينسى الشعب الجزائري جرائم فرنسا؟ هل ينسى الشعب المصري جريمة العدوان الثلاثي؟ هل تنسى فيتنام الملايين الخمسة التي أبادها الأمريكيون؟ هل ينسى الشعب الإيراني الإطاحة بالقائد الوطني محمد مصدق عبر انقلاب مخابراتي أمريكي ـ بريطاني؟ هل ينسى الشعب العراقي احتلال أمريكا لبلاده من دون وجه حق لمدة تسع سنوات وقتل مئات الألوف؟ هل ينسى الشعب الليبي ما دمرته غارات الناتو بحجة حماية منطقة حظر الطيران؟ هل تنسى مدغشقر حرب الإبادة التي شنتها فرنسا؟ هل ينسى سكان رواندا وبوروندي جرائم المستعمر البلجيكي، أم ينسى سكان جنوب افريقيا نظام الفصل العنصري؟ هل يغفر الشعب الكوبي لأمريكا كل سنوات الحصار؟ هل ينسى الفلسطينيون جريمة بريطانيا في زرع نظام استعماري إحلالي عنصري في وطنه وتشريد ثلاثة أرباع السكان؟ كيف يمكن للعالم أن ينسى إبادة ملايين السكان الأصليين في أمريكا الشمالية وكندا وأستراليا؟ هل تطورت صناعة الأسلحة الفتاكة إلا في دول «المليار الذهبي»؟ وهل جرائم المخدرات والاتجار بالبشر والجريمة المنظمة والاستغلال الجنسي والعنصرية إلا من منتوجات تلك الدول؟

إنني أتفهم هذا الموقف الذي عاني منه سكان البلدان التي خضعت للاستعمار والاحتلال والهيمنة ونهب الثروات، وتدمير النسيج الاجتماعي، وزرع الفتن وشن الحروب. يؤيدون الالتزام بالقانون الدولي عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا وكوريا الشمالية وإيران، ولكن عندما يتعلق الأمر بفلسطين والسودان واليمن وليبيا وسوريا وأفغانستان يتناسون حق هذه الشعوب في الدفاع عن نفسها؟ من يعلن على الملأ تأييد إسرائيل في قرارها بضم الجولان المحتل، ويعلن القدس عاصمة موحدة للكيان ويسكت على جريمة الاحتلال وبناء المستوطنات، وزج الألوف في السجون وبناء الجدار العنصري، لا نريد أن نسمع منه خطابا عن ميثاق الأمم المتحدة واحترام القانون الدولي ونحن نعرف أنه كاذب ومنافق وعنصري.

]]>
ديفيد هيرست: تغيير النظام التركي سيكون وبالا على أنقرة والشرق الأوسط https://www.a7walworld.com/27997 Mon, 24 Apr 2023 05:45:36 +0000 https://www.a7walworld.com/?p=27997 سلط الكاتب البريطاني “ديفيد هيرست” الضوء على التداعيات المحتملة على تركيا والشرق الأوسط حال هزيمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات القادمة وابعاده عن المسرح السياسي الإقليمي.

وقال هيرست إنه بلا شك سيتم استقبال هزيمة أردوغان من برلين إلى واشنطن بفتح “زجاجات الشمبانيا” للاحتفال بتلك النتيجة التي طالما حلموا بها وكادت أن تتحقق لولا فشل محاولة الانقلاب على أردوغان في 16 يوليو 2016.

وأوضح هيرست أنه للإجابة على السؤال الذي طرحه حول إذا ما كان إبعاد أردوغان سيكون مفيدا لتركيا وللمنطقة، أجرى سلسلة من المقابلات مع مسؤولين في الحكومة التركية وشخصيات من المعارضة، كان بعضهم سفراء سابقين، لاستطلاع رأيهم.

وأوضح أنه للإجابة أيضا يجب الإشارة إلى سلسلة التصريحات التي أطلقها الرجل الذي سوف يحل محل أردوغان حال إبعاده وهو قليجدار أوغلو مرشح المعارضة التركية للرئاسة وزعيم حزب الشعب الجمهوري.

وفي تصريحاته التي تصدرت عناوين الصحف كرر قليجدار أوغلو وعده بأن يتمكن الأتراك من السفر بدون تأشيرة إلى أوروبا في غضون 3 أشهر حال فوزه بالانتخابات وتوليه منصب رئيس تركيا، كما هدد اليونان بتدخل عسكري، وأبدى حرصا على زيارة أمريكا والمملكة المتحدة وألمانيا.

وذكر هيرست إن الوعود التي أطلقها زعيم المعارضة التركية تحتاج إلى مؤهلات قوية، مشيرا إلى أن مسؤولا تركيا كبيرا في المعارضة اعترف أن وعد قليجدار أوغلو بشأن السفر بدون تأشيرة في غضون 3 أشهر كان “متفائلا للغاية”

وأضاف أنه حتى لو كانت الحكومة التركية الجديدة سوف تلبي جميع معايير الاتحاد الأوروبي، فهناك مسألة صغيرة تتعلق بقبرص.

من جانبه قال أونال سيفيكوز، السفير المتقاعد وكبير مستشاري الشؤون الخارجية لقليجدار أوغلو إن الحكومة الجديدة مصممة على تطبيع علاقاتها مع المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وقال سيفيكوز إن السياسة الخارجية الجديدة سوف تستند إلى “عدم تدخل الشؤون الداخلية للجيران، والسياسة الخارجية المحايدة، والالتزام بالمعايير الدولية”.

وانتقد استخدام أردوغان للقوة في ليبيا، ووعد بأن تكون تركيا “وسيطًا نزيهًا” في ليبيا من خلال التحدث إلى جميع الأطراف.

ولكن هذا وفقا وفقا لهيرست يمكن أن يندرج تحت ما يعتبره البعض بأن “القول أسهل من الفعل”.

وفيما يتعلق بسوريا، وعدت المعارضة بثلاثة أشياء دفعة واحدة: إعادة جميع اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3.7 مليون شخص إلى الوطن، والتعامل مع الرئيس بشار الأسد، وتصحيح “سياسة الانحياز” في الحرب الأهلية.

وأضاف هيرست أنه سأل مسؤولًا في المعارضة، ماذا سيحدث لخصوم الأسد، الذين تحميهم القوات التركية في إدلب؟

أجاب بابتسامة: “هذا سؤال جيد”. واعترف بأن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً حتى تكسب الحكومة ثقة دمشق وتخرج نفسها من إدلب.

وقال المسؤول: “سيتعين علينا إعادة التواصل مع السكان المحليين في إدلب، وإعادتهم إلى المجتمع. ولكن لا يمكن أن تفعل تركيا ذلك وحدها.”

وقال هيرست، إنه حتى لو افترضنا أن تحالف المعارضة التركية سيبقي متماسكا في الحكومة الجديدة، فإن السياسة الوحيدة التي توحدهم هي الانسحاب بشكل عام من المنطقة، والتواصل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وعقب أن تركيا تحتاج بلا شك الخبرات الغربية لتحويل الشركات الناشئة إلى شركات يمكنها الوقوف على قدميها، مشيرا إلى أن الشركات الناشئة في تركيا تواجه بالفعل صعوبة لأن مالكها يجب أن يفعل كل شيء من الضرائب إلى الجمارك وحتى التدفق النقدي.

وأضاف أن هذا يعني أن خريجي الجامعات الموهوبين يجدون صعوبة في تحويل أفكارهم إلى أعمال ناجحة، حيث يجدون القليل من المستثمرين المستعدين لدعمها، ويتم توجيه معظم الاستثمار إلى البناء، حيث تكون العائدات سريعة ومضمونة.

وذكر أن حوالي نصف صادرات تركيا تذهب إلى الاتحاد الأوروبي، لذلك فإن وجود علاقة أقل حدة مع أوروبا أمر منطقي تمامًا، لكن العضوية في الاتحاد الأوروبي بعيدة المنال.

وأضاف أن سبع دول أخرى على الأقل انضمت إلى قائمة الانتظار لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ أن أصبحت تركيا مرشحة منذ أكثر من عقدين من الزمن، وشكك في أن يحرز زعيم المعارضة الحالي تقدمًا أسرع مما حاول أردوغان القيام به، في الأيام التي سبقت تخليه عن سياسته الليبرالية المؤيدة لأوروبا.

وأضاف هيرست أنه إذا تم وضع كل ذلك معا، ستكون الرغبة في إرضاء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو واضحة، لكن وسائل القيام بذلك أقل وضوحًا، دون التضحية بمصالح تركيا الحيوية.

وأضاف أن روسيا ستواصل بناء محطة أكويو للطاقة النووية في تركيا، بغض النظر عن الحكومة التي تتولى السلطة.

من ناحية أخرى، فإن طرد قطر من مصنع للدبابات كما تعهدت المعارضة، بعد أن مولت 49% منه، قد يخيف المستثمرين الأجانب الآخرين، الذين تحتاجهم تركيا بشدة.

وقال هيرست إن الشعور بتغيير النظام التركي الحالي -حال حدوثه- سيكون أشدة وطأة على الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه لا يعني بذلك فقط المنفيين المصريين والسوريين والفلسطينيين الذين استضافتهم تركيا، ولكن علاقة تركيا برؤساء الدول أنفسهم الذين كانوا يحاولون إبعاد أردوغان عن المسرح الدولي قبل سبع سنوات.

وأشار إلى أن السياسية الخارجية في الشرق الأوسط تبدأ وتتوقف مع قمة الهرم السياسي، فإذا كان لديك علاقة شخصية معه فستكون مسألة وقت فقط قبل استئناف العلاقات بعد أي موجة من الخلافات.

وأستشهد بتلقي تركيا الآن استثمارات بمليارات الدولارات من السعودية والإمارات، اللتين مولتا جزئيا محاولة الانقلاب على أردوغان، حسب قوله.

ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد، أدرك أن الأموال التي كان ينفقها على دعم الطغاة في شمال أفريقيا لم تكن تؤتي ثمارها ولهذا غير مساره، كما يرجع إلى أن تركيا اتخذت خيارات براغماتية، أحيانًا على حساب التخلي عن القضايا التي دافعت عنها، مثل تراجعها عن تقديم قتلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى العدالة.

وذكر أنه يتم التعامل مع تركيا كحليف تكتيكي في موسكو وفي الخليج على وجه التحديد، لأنها حاربت القوات الروسية في سوريا، واستخدمت طائراتها بدون طيار ضد قوات مجموعة فاجنر في ليبيا، وصدت الثورة المضادة التي تمولها الرياض وأبو ظبي.

وأوضح أن حقيقة أن تركيا تُعامل الآن كلاعب في المنطقة لديه قوات لنشرها لحماية حلفائه، أمر مهم، مضيفا أن توقيت إبعاد أردوغان قد يكون مثيرا للقلق أيضا بالنظر إلى أن تركيا قد تكون على وشك التنازل عن ركائز استقلالها في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لمواجهة عسكرية كاملة مع الصين.

هذا الخطر لا يغيب عن حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، الذين يسعون لتنويع تجارتهم واعتمادهم على الدولار.

نسبت الصين الفضل لنفسها في ذوبان الجليد بين المملكة العربية السعودية وإيران، وهي تعرض الآن الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل. في هذه البيئة بالذات، من الضروري أن يكون للشرق الأوسط دول قوية مستعدة لممارسة استقلالها، هذا ما حققه أردوغان رغم كل أخطائه التي لا شك فيها، لذا فإن فقدانها الآن سيكون كارثة ليس فقط لتركيا، ولكن للمنطقة.

المصدر : ديفيد هيرست : ميدل إيست آي

]]>
التموضع السعودي… تكتيكي أم استراتيجي؟! https://www.a7walworld.com/27750 Sun, 02 Apr 2023 17:01:39 +0000 https://www.a7walworld.com/?p=27750 بقلم : أ.د. محسن محمد صالح 

لا يظهر حتى الآن أن الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية (الذي أُعلن عنه في 10 آذار/ مارس 2023) يعكس تغيراً استراتيجياً سعودياً في تموضعها الإقليمي والدولي، غير أنه يعكس قراءة سعودية أكثر واقعية واحترافاً لوضعها الداخلي وإمكاناتها الذاتية، وللمتغيرات الإقليمية والدولية وانعكاساتها.

دوافع التموضع:

تظهر القراءة الواقعية للتطورات، خصوصاً في السنوات العشر الماضية، أن إيران تمكنت من تعزيز قوتها ونفوذها الإقليمي، في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وفي دعم المقاومة الفلسطينية، وأن مجموعة الإجراءات القاسية التي اتخذتها أمريكا وحلفاؤها ضد إيران، لم تمنع من تعاظم قوتها وتأثيرها في المنطقة.

وكان من الواضح أن الطريقة التي أدارت السعودية فيها خلافها مع إيران لم تؤدّ إلى النتائج التي سعت لتحقيقها. ثم إن إدارة السعودية لمعركتها مع الحوثيين في اليمن أدت إلى استنزافها عسكرياً واقتصادياً، خصوصاً أنها سعت إلى تحقيق معادلة تُسقط فيها الحوثيين، ولكنها تمنع في الوقت نفسه حلول أو عودة قوى الإصلاح والتغيير (التي أسقطت نظام علي عبد الله صالح) مكانهم؛ وهو ما ثبت فشله؛ وأدى إلى خسائر كبيرة ونفقات تصل، وفق مجلة التايمز اللندنية إلى 72 مليار دولار أمريكي سنوياً، أي نحو 216 مليار دولار في السنوات الثلاث الأولى للحرب.

وربما انخفض هذا المعدل لاحقاً، غير أن الاستنزاف ظلّ كبيراً، وهو ما استدعى رغبة سعودية في التهدئة، والبحث بجدية أكثر عن حلول سياسية.

وتأكد أيضاً أن سعي السعودية ودول الخليج لحماية أمنها في مواجهة إيران من خلال الغطاء الأمريكي (والتطبيع المعلن وغير المعلن مع الكيان الصهيوني) لم يثبت نجاحه، وأن الولايات المتحدة شريك لا يمكن الاعتماد عليه تماماً، وأن لأمريكا حساباتها الخاصة التي لا تتطابق تماماً مع الحسابات الخليجية؛ وأن “المتغطي بأمريكا عريان”!! وكان أحد أبرز الأمثلة الضربة العنيفة التي تلقتها المنشآت السعودية، التابعة لآرامكو، في 14 أيلول/ سبتمبر 2019، حيث استهدفت طائرات مسيرة وصواريخ كروز معمَلين أحدهما أكبر محطة تكرير نفط في العالم. وهي ضربة شكلت صدمة كبيرة للوعي السعودي الخليجي، خصوصاً وأن أمريكا لم تحرك ساكناً بعدها.

وقد لعب الاتجاه الأمريكي في عهد بايدن للتفاهم مع إيران، والتوصل إلى اتفاق نووي جديد، بغض النظر عن المخاوف والاعتبارات الخليجية، دوراً في قراءة المصالح العليا للسعودية بمنظور مختلف.

من ناحية أخرى، تلعب شخصية محمد بن سلمان، المتطلع لخلافة والده، وللظهور بمظهر الحاكم القوي الفعال، دوراً في إعادة التموضع السعودي.

إذ كان لبايدن وقيادة الحزب الديموقراطي تصريحات سلبية تجاه ابن سلمان خصوصاً بعد مقتل جمال خاشقجي، ونُشر تقرير يتهم ابن سلمان بالمسؤولية عن إصدار الأوامر بتصفيته؛ وهو ما أدى إلى بيئة من عدم الثقة والاحترام بين بايدن وابن سلمان.

إذ حرص ابن سلمان على إخراج نفسه من دائرة الاتهام وتعامَلَ مع بايدن بشكل أكثر تحفظاً بعد فوزه بالرئاسة الأمريكية، ليرسل رسالة مقابِلة للإدارة الأمريكية، وبأن الأمريكان بحاجة للتعامل بواقعية مع السعودية، وتخفيف الانتقادات تجاه قيادتها، والاعتراف بمكانة ابن سلمان باعتباره الحاكم الفعلي والملك القادم للسعودية. وهي واقعية عززتها الرغبة الأمريكية بإقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية، وعدم السماح لروسيا بالاستفادة من ارتفاع الأسعار؛ في الوقت الذي كان ارتفاع الأسعار يجمع المصالح السعودية بالروسية.

ولعل محمد بن سلمان أراد من الرعاية الصينية للاتفاق التلويح للأمريكان بدرجة من الاستقلالية عنهم، وبقدرة النظام السعودي على التعامل مع بدائل أخرى عند الحاجة. ولعله أراد أيضاً إعطاء رسالة للبيئة السعودية الداخلية بالاستقلالية عن المظلة الأمريكية، في مواجهة اتهامات خصوم نظام الحكم بذلك.

ومن جانب آخر، فإن الصعود الصيني العالمي، واتجاه العالم نحو نظام متعدد القطبية، مع تراجع المكانة العالمية لأمريكا، عكس نفسه على القراءة السعودية لخريطة القوى الدولية. وقد جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتعطي مزيداً من الدفع بهذا الاتجاه، وأظهرت الاحتياجات العالمية لإمدادات الغذاء والطاقة، واستعداد دول كبرى للتعامل التجاري بالعملات المحلية (الروبل الروسي، واليوان الصيني، والروبية الهندية…) اتجاهاً نحو مزيد من الانفكاك عن الهيمنة الأمريكية وعن هيمنة الدولار في التبادلات التجارية.

ثم إن اتجاه الكيان الصهيوني لمزيد من التطرف، وتشكيل حكومة إسرائيلية من غلاة اليمين الديني والقومي، دفع باتجاه تخفيف الاتجاه نحو التطبيع مع الكيان؛ وبالتالي تراجع الحاجة السعودية لهكذا علاقات؛ وهو ما سهّل فرص الوصول إلى تفاهمات مع إيران.

تموضع تكتيكي براجماتي:

في المقابل، فإن الاتفاق السعودي الإيراني، والتموضع السعودي الجديد، لا يعني تغيّراً استراتيجياً؛ وإنما قراءة واقعية للتغيرات دفعت إلى تموضع تكتيكي أو براجماتي متناسب مع المستجدات، دون أن يمس الخطوط الكبرى للسياسة السعودية. وهذا التموضع المحدود، جرى بعلم وموافقة الولايات المتحدة، وهو تموضعٌ قد يتسع أو يضيق بحسب تطورات الأحداث؛ وهو ما يجعل من السابق لأوانه تسميته تموضعاً استراتيجياً.

إن مظلة النفوذ الأمريكي في المنطقة ما تزال قائمة، بالرغم من تراجعها البطيء. وما تزال شبكة العلاقات والمصالح السعودية السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية والأمنية تميل بشكل كبير لأمريكا وحلفائها وشركائها، وما زالت القوات السعودية تعتمد بشكل جوهري على السلاح الأمريكي والغربي بكافة أشكاله؛ من طائرات ودبابات ومدافع وأنظمة دفاعية وصواريخ وغيرها. كما أن معظم الأموال السعودية بما فيها صندوقها السيادي وودائع بنوكها موجودة في الولايات المتحدة والدول الغربية… وتحتاج السعودية سنوات عديدة للانفكاك عن هكذا علاقات عميقة ومتداخلة (حتى النخاع)، أو على الأقل التحوّل إلى وضعٍ استراتيجي يُمكّنها في لحظة من اللحظات من الاستغناء عن الشراكات الاستراتيجية مع أمريكا، دون أن تأبه كثيراً بالإجراءات الأمريكية المضادة المحتملة.

وفوق ذلك، فإن الصين نفسها ما زالت منشغلة بصعودها الاقتصادي العالمي، وليست مستعجلة ولا راغبة حالياً في التنافس السياسي والعسكري مع أمريكا أو الحلول مكانها في المنطقة؛ وإن كان منحنى سياساتها الخارجية أخذ يعطي مؤخراً ميلاً متدرجاً لتفعيل أدائها السياسي على المستوى الدولي. أما روسيا فإن أوضاعها وإمكاناتها الحالية لا تؤهلانها لملء الفراغ في المنطقة، حتى وإن رغبت في ذلك.

وفي الخلاصة، فقد سعت السعودية لحماية استقرارها، وتجنُّب الحرب، وتخفيف حالة الاستنزاف التي تعاني منها، وأدركت أنه لا بدّ من التعايش الواقعي مع إيران، وتهدئة حدة التوتر في المنطقة؛ مع المحافظة على خطوطها السياسية العامة، ودون تغيير لتموضعها الاستراتيجي.

أما على المدى المتوسط والطويل، فقد يُمثل الاتفاق السعودي الإيراني، برعاية صينية، إذا ما توفرت الإرادة الجادة، خطوة (في مسار طويل) نحو تنويع الشراكات الاستراتيجية، وتخفيف الاعتماد على الولايات المتحدة في إدارة المصالح العليا؛ وربما جعلها أحد الشركاء الاستراتيجيين؛ وليس الشريك الأساس، أو المظلة الوحيدة. وهو أمر من المبكر الحكم عليه.

المصدر : صحيفة أحوال العرب

]]>
كليجدار أوغلو ينافس أردوغان.. عناصر القوة ونقاط الضعف https://www.a7walworld.com/27535 Sat, 11 Mar 2023 12:24:12 +0000 https://www.a7walworld.com/?p=27535 بقلم : سعيد الحاج

كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، إبراهيم العلبي، تركيا، إسطنبول (رويترز)

رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو (رويترز)

بعد مداولات استمرت لأشهر وعقب خلافات عميقة دبت بين فرقائها، اختارت الطاولة السداسية المعارِضة في تركيا رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو مرشحا توافقيا لها لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. ورغم أنه من المتوقع أن تقدم بعض الأحزاب الأخرى مرشحين للرئاسة، فإنه بات من المحسوم أن المنافسة الحقيقية في الانتخابات ستكون بين كليجدار أوغلو والرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

عناصر القوة:

من المنطقي والمتوقع في أي بلد أن يرشح زعيم المعارضة نفسه في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الحاكم، لكن زعيم المعارضة التركي لم يفعل ذلك من قبل؛ إذ انتُخب كليجدار أوغلو لرئاسة حزب الشعب الجمهوري عام 2010، ولكنه لم يرشح نفسه في رئاسيات 2014 أو 2018 في مواجهة أردوغان، رغم الانتقادات التي وُجهت له بسبب عدم ترشحه.

واليوم، ثمة متغيرات عديدة جعلت الرجل يرى في الانتخابات المقبلة فرصة غير مسبوقة لإمكانية الفوز بالرئاسة، معتمدا على عدة نقاط قوة لديه أو نقاط ضعف لدى خصمه، في مقدمتها ما تغير في البلاد خلال السنوات الفائتة من ظروف وما شهدته من تطورات أدت في مجملها إلى تراجع حضور حزب العدالة والتنمية وشعبيته ورغبة كثيرين في التغيير، لا سيما الشباب الصغير، مثل مشكلات الاقتصاد وجائحة كورونا والزلزال الأخير.

من أبرز عوامل قوة كليجدار أوغلو رئاسته لأكبر أحزاب المعارضة، وأنه حسم القيادة فيه لصالحه بشكل كبير، بعد أن نحّى القيادي البارز محرم إينجه، وسد الطريق أمام رئيسي كل من بلدية إسطنبول وأنقرة، وهو ما يعني أن خلفه ماكينة حزبية وتنظيمية قوية وذات خبرة ستعمل لصالح حملته الانتخابية.

لا يملك الرجل الكاريزما التي يتمتع بها رؤساء الأحزاب التركية في عمومهم، فضلا عن أنه لم يوفق سابقا في الفوز على أردوغان وحزب العدالة والتنمية في أي مناسبة انتخابية حتى اللحظة

ومن هذه العوامل إجماع الطاولة السداسية على تقديمه مرشحا توافقيا، رغم الخلافات التي ظهرت على السطح والشعور بأن جزءا من هذا الإجماع أتى بالإكراه. من جهة، يستفيد الرجل هنا من صورة إجماع الأحزاب التي تمثل طيفا متنوعا في الشارع التركي بين إسلاميين ومحافظين وقوميين وليبراليين، ومن جهة ثانية يستفيد من ماكيناتها الحزبية في الحملة الانتخابية كما يفترض.

كما أن الرجل سيسعى لتحصيل دعم من خارج أحزاب الطاولة السداسية، وقد التقى بحزب اليسار وتلقى دعما مبدئيا -ومشروطا بالحوار- من حزب الشعوب الديمقراطي، ومن المتوقع أن يكون له تواصل مع أحزاب أخرى، في محاولة لجمع كل المعارضة خلفه.

ومن عوامل قوته لغته المختلفة عن الخطاب التقليدي لحزب الشعب الجمهوري وصورة التغيير الذي صنعه في هذا الإطار، وسياسة التوافق التي حرص عليها خلال السنتين الأخيرتين مع باقي الأحزاب، ودعوته للتصالح مع الغاضبين تاريخيا من حزبه، وكذلك الفوز الرمزي والمهم لحزبه، وتحالف الشعب الذي قاده، ببلديتي أنقرة وإسطنبول.

نقاط الضعف:

قد يبدو من كل ما سبق أن كليجدار أوغلو حاز عوامل قوة عديدة ومتميزة تعزز فرصه وتكاد تجعل طريق الفوز بالانتخابات معبّدة أمامه، إلا أن ذلك لا يبدو دقيقا. فالانتخابات في تركيا على وجه التحديد شديدة التعقيد، فضلا عن أن للرجل نقاط ضعف من الصعب التغاضي عنها.

فمن حيث المبدأ، لا تنطبق على الرجل مواصفات المرشح التوافقي المثالي للمعارضة، التي أهمها أن يكون محايدا قدر الإمكان ليكون مقنعا لمختلف شرائح الشعب، وقادرا على إقناعها بالتصويت له، وأن يكون خيارا “آمنا” ومطمئنا لبعض أنصار أردوغان والعدالة والتنمية التقليديين ليصوتوا له. بيد أن الرجل “فاقع” سياسيا -إن جاز التعبير- كونه رئيسا لأكبر أحزاب المعارضة، وهو حزب ذو أيديولوجيا واضحة وتاريخ معروف وحافل، ومن هذه الزاوية فهو مرشح “مقلق” لبعض الشرائح المحافِظة على وجه التحديد.

كما أن الرجل لا يستطيع الانفكاك عن إرث حزبه، الشعب الجمهوري، على طول مئوية الجمهورية التركية. ولئن بدأ ما سماه “مسار المصالحات” مع الشرائح التي تضررت من حزبه سابقا، لكنه بالنسبة لكثيرين يبقى رئيس الشعب الجمهوري ومرشحه، وليس المرشح التوافقي للطاولة المتنوعة المشارب.

وعلى المستوى الشخصي، لا يملك الرجل الكاريزما التي يتمتع بها رؤساء الأحزاب التركية في عمومهم، فضلا عن أنه لم يوفق سابقا في الفوز على أردوغان وحزب العدالة والتنمية في أي مناسبة انتخابية حتى اللحظة، وقد كان مهددا في رئاسة حزبه حتى وقت قريب. فضلا عن أن أصوله العلوية قد تكون عائقا أمام تصويت بعض الناخبين له، وهذا ما كان يحذر منه قياديون في الحزب الجيد، ولذلك -ضمن أسباب أخرى- لم تكن رئيسة ذلك الحزب، ميرال أكشنار، تراه “مرشحا قادرا على الفوز”.

كما أن الإدارة الجماعية التي يَعِد بها الرجل مع الطاولة السداسية، بأن يكون رؤساء الأحزاب الأخرى -وربما آخرون- نوابا له يحتاج للتوافق معهم في قضايا مهمة وحساسة، مثل شؤون الأمن القومي وإعلان حالة الطوارئ بل وتعيين الوزراء وإقالتهم، قد توحي بالضعف وعدم القدرة على حسم الموقف واتخاذ القرار السليم.

فالثقافة السياسية للشعب التركي في عمومه تفضّل صورة الزعيم القوي صاحب الكاريزما القادر على الخطابة والقيادة والتأثير، وتَعزز ذلك بشكل لافت بعد النظام الرئاسي. ولئن أرادت المعارضة بهذا الأمر أن تقدم مثالا للعقل الجمعي مقابل الإدارة الفردية، فإنها تغامر بإثارة هواجس البعض بخصوص قدرتها على التوافق، خاصة أنها من خلفيات متباينة وأحيانا متناقضة، وقد كانت خلافاتها الأسبوع الفائت نموذجا سلبيا من هذه الجهة.

كما أن الانتخابات -وخصوصا في تركيا- ليست عملية حسابية دقيقة ومباشرة، بل تخضع لمعادلات سياسية واجتماعية وثقافية متعددة ومعقدة ومتشابكة، وتتدخل في تحديد نتائجها عديد من المدخلات وكثير من الفواعل.

ولذا، فوقوف الأحزاب الخمسة -وغيرها- خلف الرجل لا يعني بالضرورة أن تصب كل أصوات أنصارها لصالحه. فمن جهة، لا تملك هذه الأحزاب -وفي المقدمة الإسلامية والمحافظة منها- ضمان تصويت كل أنصارها له، وقد ظهرت فعلا بعض الاعتراضات داخلها خلال الأيام القليلة الماضية.

كما أنه على عكس الوثائق التي صدرت عن الطاولة السداسية حتى الآن والتي اكتفت بالعموميات المتفق عليها، فإن الحملة الانتخابية ستضطر الرجل للدخول في تفاصيل بعض القضايا الحساسة، وحينها ستكون لأي موقف أو تصريح (منه أو من قيادات حزبه) تأثيرات إيجابية على البعض وسلبية على البعض الآخر. ومن أمثلة هذه القضايا التي ستكون للفرقاء مواقف متباينة بشأنها، إعادة تحويل آيا صوفيا لمتحف، والعودة لاتفاقية إسطنبول بخصوص حقوق المرأة، ودعم المثليين، والمسألة الكردية وغيرها.

كما أنه ليس من المتوقع أن تعمل الماكينات الحزبية والكوادر التنظيمية لباقي الأحزاب بنفس نشاط وحماسة الشعب الجمهوري، فضلا عن أن أولوية الأخير هي الانتخابات الرئاسية بينما أولوية الأحزاب الأخرى هي الانتخابات البرلمانية، وهو ما يجعل الطرفين أقرب لحالة التنسيق منها لحالة التحالف والموقف الموحد.

وفي الخلاصة، فإن مشهد الإجماع الذي حرص كليجدار أوغلو على تقديمه بخصوص الدعم المقدم له وباقي عوامل القوة تجعله منافسا قويا في الانتخابات المقبلة، وإن كان أقل حظا من شخصيات أخرى في المعارضة. إلا أن له نقاط ضعف يمكن لخصمه أردوغان استثمارها، لا سيما أن أردوغان مرشح قوي ومخضرم وصاحب خبرات واسعة في مسألة الانتخابات تحديدا، فضلا عن أنه يرأس الدولة بما يمكن أن يمنحه أوراقا وأدوات لتعظيم فرصه في الانتخابات المقبلة، وقد تحمل الأسابيع المقبلة مفاجأة من أي نوع.

وأخيرا، تبدو هذه الانتخابات الأصعب على أردوغان والعدالة والتنمية، وستجرى وفق ديناميات مختلفة تماما هذه المرة، ولن تحسمها الأيديولوجيا والكاريزما فقط، ولكن ستتدخل التحالفات بشكل رئيسي في تحديد الفائز بها، لا سيما إن احتاج الأمر لجولة إعادة.

كما أن ملف الزلزال الأخير ومدى نجاح الحكومة بقيادة أردوغان في تقديم منجزات سريعة فيها بخصوص الإيواء وإعادة الإعمار وإحياء المدن المنكوبة ستكون له مساهمة بارزة -قد تسبق كثيرا من العوامل السالفة الذكر- في تحديد من يفوز بالانتخابات المقبلة. ولذلك، ونحن على بُعد شهرين تقريبا من الانتخابات، من الصعب الجزم بنتيجة محددة، ولكن يمكن رصد العوامل المؤثرة ومدى تفاعل الشارع معها وكيفية سير الحملات الانتخابية، وهي أمور سنتناولها في مقالات قادمة، بإذن الله.

]]>
بعد سنوات من التوتر الشديد، لا يمكن تجاهل الأدلة الأخيرة على التغيير الإيجابي في العلاقات بين دول الخليج https://www.a7walworld.com/27000 Wed, 01 Feb 2023 12:23:07 +0000 https://www.a7walworld.com/?p=27000 بقلم: سايمون هندرسون*

منذ أكثر من ست سنوات، اتسمت العلاقات بين دول الخليج العربي بالعداء المتبادل. فقد فرّقت الخصومات بين البحرين والكويت وعُمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وجميعها دول شريكة للولايات المتحدة وأعضاء «مجلس التعاون الخليجي»، بسبب الخلافات فيما بينها، وأدت إلى تقويض جهود واشنطن الرامية إلى التصدي للتهديد الإرهابي والنووي المتزايد الذي تشكله إيران.

وتَمثّلَ الخصام الرئيسي في خلاف قطر مع البحرين ومصر والسعودية والإمارات، الذي اندلع في منتصف عام 2017 عندما اتُهمت الدوحة بدعم الإرهاب وإيران. ورداً على ذلك، قطعت الدول الأخرى علاقاتها الدبلوماسية والتجارية معها، ولم يُرفَع هذا الحظر رسمياً إلا في كانون الثاني/يناير 2021، عندما قرر على ما يبدو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنه استمر لفترة طويلة جداً. ومع ذلك، احتفظت البحرين والإمارات بوجهة نظر أكثر صرامة تجاه الدوحة، ولا تزال سحابة تخيم على العلاقات الخليجية – الخليجية.

ولكن في الأسبوعين الماضيين، حدثت عدة تطورات تشير إلى تحسُّن الأمور بشكل جذري. ففي 18 كانون الثاني/يناير، عقد رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد اجتماعاً غير رسمي في أبوظبي مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، وسلطان عُمان هيثم بن طارق، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. ونظراً إلى موقف بن زايد من الخلاف الخليجي، كان وجود أمير قطر مذهلاً. ولفت أيضاً انضمام هيثم بن طارق الذي طالما تردد في السفر مثل سلفه السلطان قابوس. وغاب محمد بن سلمان عن الاجتماع، وربما يحمل غيابه أهمية أيضاً لم تتضح معالمها بعد في هذه المرحلة.

ثم في 25 كانون الثاني/يناير، استهل الملك عبد الله رحلته إلى كندا والولايات المتحدة بالتوجه إلى قطر لتناول العشاء مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني. وفي اليوم نفسه، تَحدّثَ أمير قطر هاتفياً مع ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد.

وبعد يومين، شوهد ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يزور مطعماً مع محمد بن سلمان في موقع العُلا التاريخي في السعودية. والحسين مخطوب للزواج من ابنة ملياردير سعودي غير ملكي، ويبدو أنه يعمل بالوكالة عن والده على تحسين العلاقات مع الرياض. وانضم إلى الأميرين الشيخ ذي يزن بن هيثم، نجل سلطان عمان وولي عهد البلاد بحُكم الواقع.

وفي 29 كانون الثاني/يناير، شاهد أولياء عهد كلٍ من البحرين والأردن وعُمان سباق السيارات الكهربائية “فورمولا إي” مع محمد بن سلمان في الرياض، حيث انضم إليهم الأمير تميم متبسماً. وكانت هذه أول زيارة غير رسمية يقوم بها الزعيم القطري إلى المملكة منذ عدة سنوات، وربما يمكن اعتبارها رداً على زيارة الأمير السعودي التاريخية إلى الدوحة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لحضور حفل افتتاح بطولة “كأس العالم”.

ومن الصعب تحديد ما تعنيه بالضبط هذه السلسلة من الاجتماعات الودية. وكما تشير العبارة المتداولة القديمة، يبدو أن العناصر التي تحرّكها متعددة.

وربما يكون أحد العوامل هو عدم الرضا عن واشنطن وعدم التزامها المتصوّر بأمن الخليج. وربما تكون هذه الدول قد قررت أنه لم يعُد بإمكانها تحمّل تكلفة النزاعات المحلية.

وقد يرتبط أحد العوامل الأخرى بمصر والأردن، ولا سيما الحاجة الماسة لتأمين المساعدة الاقتصادية التي لم تَعُد تضمنها الدول الخليجية المنتجة للنفط، التي تتمتع حالياً بمستويات قياسية من الإيرادات. ففي الاجتماع السنوي الذي عقده “المنتدى الاقتصادي العالمي” في دافوس في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، صرّح وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن المملكة تغير سياستها المتمثلة في تقديم المساعدات “دون قيد أو شرط”.

وبالنسبة لواشنطن، تُمثل هذه التطورات تحدياً للسياسة الأمريكية، ولكنها توفر أيضاً فرصاً من حيث واقعيتها الظاهرة. فعلى الرغم من النطاق الدبلوماسي الواسع الذي ينتج حالياً عن التهديدات الإيرانية والتوترات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ما زال المجال متاحاً أمام واضعي السياسات الأمريكيين لتنشيط العلاقات مع دول الخليج. وينطبق الأمر بشكل خاص على المستوى الشخصي (والذي غالباً ما يكون مهماً جداً في المنطقة)، ولكن أيضاً من حيث تعزيز واقع الالتزام الأمريكي على المستوى العسكري.

*سايمون هندرسون هو “زميل بيكر” ومدير “برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة” في معهد واشنطن

]]>
ثورة أردوغان https://www.a7walworld.com/26987 Tue, 24 Jan 2023 20:45:35 +0000 https://www.a7walworld.com/?p=26987 بقلم : د. فايز الدويري

أنصح محبي أردوغان وكارهي أردوغان ومنتقدي أردوغان أن يقرأوا هذا المقال من باب الارتقاء بالثقافة الذاتية والفكرية وإنعاش المنطق لدى الجميع.

استطاع اردوغان ان يستبدل العَلمانية الأتاتوركية المعادية للدين بالعَلمانية المحايدة.

حقيقة أردوغان 

هو ليس حاوياً، كي يجمع كل الحيّات في جرابه

أو ساحراً هندياً، كي ينفخ في مزماره، فتتراقص بين يديه كل الأفاعي، بدلاً من أن تنفث سمومها في جسده

ربما يُطيح به انقلاب قادم ينجح فيما فشل فيه سابقه

ولربما تُسقِطه انتخابات رئاسية.

أو يأتيه اليقين الذي كتبه الله على كل نفس، غيلة أو على فراشه

لكنه اليوم قد أتم آخر فصول ثورته

ووضع آخر لبنة في هيكل الدولة التركية الجديدة.

ما فعله أردوغان في تركيا هو ثورة من حيث نتائجها، لا من حيث آلياتها.

فالثورات تبدأ بعاصفة جماهيرية، وخروج إلى الشوارع

وربما مواجهات مسلحة، لإسقاط النظام القائم، واستبداله بنظام جديد، يختلف عنه سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، عبر مخاض عسير، يُنهك قوى البلاد، ويُضعف قدراتها

وربما أدى إلى انقسامها، أو تراجعها كثيراً عما كانت عليه، إلى أجل مسمى

ولكن أردوغان استطاع أن يُحدث هذه الثورة دون المرور بهذا المخاض.

ودون إجراء هذه الجراحة الخطرة، التى من الممكن، لو فشلت، أن تُجهِز على الجسد المريض، بدلاً من أن تشفيه…!

لقد انتقلت تركيا من دولة مَدينَة مُنهارة اقتصادياً، تقف على حافة الإفلاس، إلى دولة دائنة، تقف بين الدول الأكثر تقدماً..!

هذه النقلة لم تتم باكتشافات حقول غاز أو بترول

أو باستخراج مواد أولية من باطن الأرض.

ولكن بنهضة علمية، واقتصادية، وتكنولوجية حقيقي

ومن الناحية السياسية.

استطاع أردوغان أن يقضي على سيطرة الجيش على الحكم

فبعد أن كان رئيس أركان الجيش التركى هو الحاكم الفعلي للبلاد، استطاع أردوغان أن يعزل الجيش التركى تماما عن ممارسة أي دور سياسي، وذلك عبر مراحل متدرجة، كان فيها أردوغان يسير وسط حقل ألغام.

ليحول الجيش في النهاية من الحكم، إلى الحماية

ومن الوصاية على النظام السياسي، إلى الخضوع له تحت قيادة الرئيس المنتخب.

وتَحوَّل مقعد رئيس الأركان من جوار الرئيس، إلى الصف الأمامي، كغيره من الوزراء والمُتنفّذين

بعد أن كان يأنف أن يُلقي التحية العسكرية على الرئيس..!

وهو تغيير ثوري بالنظر لما يملكه الجيش التركي من قوةٍ ونفوذٍ طاغٍ

لقد أسقط أردوغان الجمهورية الأتاتوركية تماماً، من غير أن يُحطم تماثيل أتاتورك، أو يُعلن صراحة الخروج على مبادئ جمهوريته

لكنه منع عنها الهواء والماء، حتى ماتت، بعد أن جرَّدها شيئاً فشيئاً من كل مضامينها

فتحولت من نهج مستبد، أحادي الرؤية، حاكم للواقع، ومتحكم فيه، إلى مجرد حقبة تاريخية، وماضٍ يتغنى به الأتراك.

وعلى المستوى الاجتماعي، استبدل أردوغان العلمانية الأتاتوركية المعادية للدين بالعلمانية المحايدة، لتقف قوانين الدولة على مسافة واحدة من الأديان، فأردوغان لم يتبنّ منهج الأصولية الإسلامية في الحكم

ولكنه أوقف الكثير من أشكال الاضطهاد والإقصاء التي عانى منها الإسلام تحت وطأة العلمانية الأتاتوركية المناهضة للدين بكل تجلياته… بدءا من العقيدة، وانتهاءً بالمظاهر السلوكية، مروراً بالشعائر التعبدية…

أدرك أردوغان أن الإسلام لا يحتاج إلى حكومة تتبناه، وقوانين تفرضه، بقدر ما يحتاج إلى نظام حكم عادل، لا يمارس التمييز أو الإقصاء ضده.

فألغى تباعاً، وبحذر بالغ، القوانين التي تفرض القيود على الإسلام…

لم يغلق بيوت الدعارة،

ولكنه سمح بإنشاء المدارس الدينيه.

لم يُجَرِّم الإلحاد،

ولكنه سمح بتحفيظ القرآن وفتح الباب واسعاً على مصراعيه لشتى العلوم والمعارف…

لم يفرض الحجاب

ولكن سمح للمحجبات بدخول المدارس والجامعات…

لقد أطلق آردوغان سراح الدين، ولم يعتقل العلمانية…

تاركاً القيم والمبادئ والمعتقدات والأفكار تتفاعل مع المجتمع، حتى عادت روح الإسلام وقيمه ومبادئه لتسري في الجسد التركي…

وهذا هو جوهر التغيير الثوري ولكن دون سفك قطرة دم.

]]>
أسباب اندثار الطبقات الوسطى في العالم https://www.a7walworld.com/26899 Tue, 03 Jan 2023 20:56:34 +0000 https://www.a7walworld.com/?p=26899 بقلم : محمود ملحم

إن الطبقة الوسطى هي التي يرجى منها إحداث الحراك الاجتماعي والتطور الاقتصادي في العالم وذلك بفعل الطموح الذي لديها لتغيير وضعها، ففي القدم كانت الطبقات الوسطى صمام أمان بين الطبقات الفقيرة والطبقات الغنية والهدف منها تشكيل وضع متواز على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي فقد كان الرؤساء والأمراء يعولون عليها للقضاء على الاضطرابات الداخلية وهي السلاح الوحيد التي من الممكن أن يعول عليه لتنشيط الحركات الاقتصادية فان التغير المتواصل الذي أصاب تركيبة الطبقة الوسطى خلال العقود الأخيرة ساهم بشكل كبير في حدوث أزمات كبيرة وما الأزمة الاقتصادية العالمية سوي مثال بسيط على ذلك، ففي مقال نشر للأستاذ د.سامر سليمان في جريدة الشروق الجديد في 10/2/2010، عن خرافة نهاية الطبقة الوسطى خلص الى أن القول بنهاية الطبقة الوسطى ما هو الا خرافة ساذجة تخفي في طياتها هروب شرائح تلك الطبقة من معترك الحياة السياسية والاقتصادية وتبنيها لمفهوم دولة الحد الأدنى التي لا تتدخل الا في أضيق الحدود.

والسؤال الذي يطرح: أين هي الطبقة الوسطى؟

فالطبقة التي تنافس الكبار من حيتان السوق والمال والطبقة التي تأخذ بيد الفقراء كي لا يختل دعائم المجتمع فضلا عن أن هذه الطبقة بمعظمها تجار واقتصاديون يعرفون أن المال وسيلة وليس نتيجة فمن المؤكد أن الطبقة الوسطى في العالم هي التي كانت يناط بها حركة التغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وهي العجلة التي تحرك عربة التطور.

من هنا لابد من الإجابة عن جملة من الأسئلة: هل الغاية من القضاء على الطبقات الوسطى كان بغرض الهيمنة؟ نعم هيمنة الامبراطوريات الوهمية عبر سياسات وهمية اقتنعنا بها ومشينا فيها فقضينا على أنفسنا، فعلى أكتاف هذه الطبقة قامت في السابق الدول وتطورت بسرعة الضوء، فقد كان منهم الرؤساء والوزراء والنواب، كانوا يشعرون ويحسون بالاقتصاد، يعرفون مخارجه ومداخله، أما اليوم فأين نحن من الطبقات المخملية في العالم وكيف تستطيع أن تفهم بأن الملياردير فلان ترأس دولة؟ فهل سوف يتحول الى جمعية خيرية أو مليونير وزير كيف سيكون وضع وزارته؟ أكيد شركة توصية بسيطة سقطت قوام الطبقة المتوسطة من المتعلمين والمثقفين من حاملي الشهادات الجامعية، حيث كان ذلك هو الباب الوحيد لترقي الإنسان من طبقة لأخرى، فنجد أنه بدءا من سبعينيات القرن الماضي أصبح الصعود الاجتماعي يحدث بلا أدنى مجهود فتحققت الثروات السريعة المشبوهة على حساب المجتمعات المتواضعة وأصبح ينظر الى الطبقة الوسطى على أنها فقيرة والفقيرة طبقة مسحوقة ومهمشة لا يستعان بها الا في ظل خزان بشري يغرف منه في الانتخابات أو تجييش الشارع.

لابد من أن تعود تلك الطبقات الى دورها المعتاد.لابد أن تعود الطبقات الوسطى لكي ترتاح المجتمعات، لكي يرتاح من سقطوا بسبب الأزمات فأصبحوا بلا سند ولا معيل.قرروا الهروب على أمل أن ينتهي العمر بسرعة البرق، نسوا أنهم الأساس في الاقتصاد والاجتماع، لابد من مساعدة الطموحين في الطبقات الفقيرة من المثقفين والمتعلمين ومن الطاقات التي لا حول ولا قوة لها الا بالله على تكوين نواة لطبقات تسمع للفقراء وتنقل للأغنياء.لان الزمن الذي وصلنا اليه أصبح فيه فاصل وشرخ واسع وكل من يفكر في الصعود من الأدنى أمامه طريقان إما الجنون أو الانتحار، فلا تكون الأزمة الاقتصادية العالمية عبرة لان الأغنياء لم يستطيعوا السيطرة على آثارها، فاذا كانت هنالك أزمات أخرى لم لا نستعمل خزانا بشريا مهمشا؟! كل ما سوف نفعله هو اعطاء الفرص وعدم الوقوف لمجرد الوقوف.

]]>
نحن نعيش في القرن 18.. تعرف إلى نظرية «الزمن الشبح» المجنونة والردود عليها https://www.a7walworld.com/25585 Fri, 29 Apr 2022 21:49:30 +0000 https://www.a7walworld.com/?p=25585 تبدأ الكثير من النظريات العلمية، والفلسفية وغيرها من فروع العلوم بفكرة، أو بتساؤل، ثم تتحول إلى أطروحة تُبنى عليها نظرية، بعدها تأتي المرحلة الأهم والأكثر تعقيدًا وهي الإثبات، والتي تُخرج الأطروحة من العالم النظري غير المُثبت إلى مرحلة الحقيقة المُسلَم بها علميًا.

حدثت مرات تلك العملية غير قابلة للإحصاء، وما زالت تحدث حتى تلك اللحظة فهي في الأغلب البنية الأساسية لما يعرف بالتفكير العلمي والمنطقي السليم التي أخرجت لنا العلوم والنظريات التي نتداولها اليوم، ومن بين تلك الأطروحات تلك التي تختلف عن السياق الاعتيادي لأفكارنا وتراثنا المعرفي الذي قد يعتبره البعض من الثوابت، تلك التي تبحث في أكثر الأفكار غرابة وبُعدًا عن التداول. كما طالعنا مؤخرًا انتشار الجدل بين كروية الأرض وسطحيتها على سبيل المثال.

أطروحة «الزمن الشبح» أيضًا واحدة من تلك النظريات التي تخرج عن السياق التقليدي للطرح العلمي المعتاد لتخبرنا أننا اليوم نعيش في عام 1721 بحساب الفترات الزمنية «المزيفة» بحسب الطرح النظري للزمن الشبح.

هناك من زيَّف التاريخ عمدًا

في العام 1991 طرح الباحث والمؤرخ الألماني «هربرت إليج» ما عُرف بنظريَّة «الزمن الشبح» والتي تتلخَّص في أن الزمن الذي نعيشه بقياس التقويم الميلادي الحالي المعروف أيضًا بالتقويم الجريجوري – نسبة إلى البابا جريجوري الثالث عشر الذي بدأ العمل به – هو تقويم غير صحيح، وأنّ الفترة الواقعة ما بين الأعوام 614 و 911 ميلادية لم تحدث أو أنه تم تأريخها بشكلٍ خاطئ، وأنه بحساب ذلك فإننا لا زلنا نعيش في القرن الثامن عشر؛ أي أن العام 2018 هو في الحقيقة العام 1721.

 

الامبراطور الروماني أوتو الثالث

يفنّد إليج في طرحه فكرة أن كُلا من البابا سيلفستر الثاني بابا الكاثوليك الرومان، والإمبراطور الروماني أوتو الثالث، وقسطنطين السابع أقطاب حكم الإمبراطورية الرومانية في القرن العاشر الميلادي، قد قاموا بتغيير نظام التوقيت لوضع حكم الإمبراطور أوتو في موضع تاريخي بارز وهو الألفية الأولى؛ أي عام 1000 ميلاديًا بالتمام بدلًا من تاريخ تنصيبه إمبراطورًا للرومان في القرن السابع الذي هو بحسب نظرية الزمن والتاريخ الحقيقي لحقبة الإمبراطورين أوتو وقسطنطين.

 

البابا سيلفستر الثاني

التاريخالقياس الفلكي

نحن نعيش في القرن 18.. تعرف إلى نظرية «الزمن الشبح» المجنونة والردود عليها

تبدأ الكثير من النظريات العلمية، والفلسفية وغيرها من فروع العلوم بفكرة، أو بتساؤل، ثم تتحول إلى أطروحة تُبنى عليها نظرية، بعدها تأتي المرحلة الأهم والأكثر تعقيدًا وهي الإثبات، والتي تُخرج الأطروحة من العالم النظري غير المُثبت إلى مرحلة الحقيقة المُسلَم بها علميًا.

حدثت مرات تلك العملية غير قابلة للإحصاء، وما زالت تحدث حتى تلك اللحظة فهي في الأغلب البنية الأساسية لما يعرف بالتفكير العلمي والمنطقي السليم التي أخرجت لنا العلوم والنظريات التي نتداولها اليوم، ومن بين تلك الأطروحات تلك التي تختلف عن السياق الاعتيادي لأفكارنا وتراثنا المعرفي الذي قد يعتبره البعض من الثوابت، تلك التي تبحث في أكثر الأفكار غرابة وبُعدًا عن التداول. كما طالعنا مؤخرًا انتشار الجدل بين كروية الأرض وسطحيتها على سبيل المثال.

أطروحة «الزمن الشبح» أيضًا واحدة من تلك النظريات التي تخرج عن السياق التقليدي للطرح العلمي المعتاد لتخبرنا أننا اليوم نعيش في عام 1721 بحساب الفترات الزمنية «المزيفة» بحسب الطرح النظري للزمن الشبح.

هناك من زيَّف التاريخ عمدًا

في العام 1991 طرح الباحث والمؤرخ الألماني «هربرت إليج» ما عُرف بنظريَّة «الزمن الشبح» والتي تتلخَّص في أن الزمن الذي نعيشه بقياس التقويم الميلادي الحالي المعروف أيضًا بالتقويم الجريجوري – نسبة إلى البابا جريجوري الثالث عشر الذي بدأ العمل به – هو تقويم غير صحيح، وأنّ الفترة الواقعة ما بين الأعوام 614 و 911 ميلادية لم تحدث أو أنه تم تأريخها بشكلٍ خاطئ، وأنه بحساب ذلك فإننا لا زلنا نعيش في القرن الثامن عشر؛ أي أن العام 2018 هو في الحقيقة العام 1721.

 

الامبراطور الروماني أوتو الثالث

يفنّد إليج في طرحه فكرة أن كُلا من البابا سيلفستر الثاني بابا الكاثوليك الرومان، والإمبراطور الروماني أوتو الثالث، وقسطنطين السابع أقطاب حكم الإمبراطورية الرومانية في القرن العاشر الميلادي، قد قاموا بتغيير نظام التوقيت لوضع حكم الإمبراطور أوتو في موضع تاريخي بارز وهو الألفية الأولى؛ أي عام 1000 ميلاديًا بالتمام بدلًا من تاريخ تنصيبه إمبراطورًا للرومان في القرن السابع الذي هو بحسب نظرية الزمن والتاريخ الحقيقي لحقبة الإمبراطورين أوتو وقسطنطين.

 

البابا سيلفستر الثاني

يطرح إليج أن الثالوث المذكور فعل أيضًا ما هو أكثر من التلاعب بالتاريخ وتغيير نظام التوقيت، بل واتهمهم بالتلاعب بالوثائق التاريخية، وتزوير أحداث تاريخية بعينها، بل إنه يطرح فكرة أن الملك أو الإمبراطور «شارلمان» الشهير في التاريخ الأوربي، والذي حكم ممالك أوروبا الغربية من 768 إلى 814 ميلادية هو شخصية أسطورية غير حقيقية على غرار أسطورة الملك آرثر البريطانية المعروفة، وأنها حقبة مُضافة إلى التاريخ بالكامل لصالح الإمبراطورية.

الدلائل.. تضارب النتائج يعني الكثير

يستند إليج الباحث في التاريخ في طرحه إلى عدة عناصر التي من شأنها تأييد تلك النظرية، وأهمها هو نقص الأدلة الأثرية الملموسة التي تنتمي للفترة المذكورة في التاريخ من 614 إلى 911 ميلادية، وهو نقص أو قصور مثبت علميًا، بعدها يستند الطرح إلى أمر آخر في علم قياس الزمن أو تسلسل الزمن – الكرونولوجي-؛ ألا وهو تضارب بعض النتائج الآتية من القياس الإشعاعي – وهي طريقة تأريخ شهيرة -، وتضارب النتائج الآتية أيضًا من قياس «الحلقات الشجرية» وهي وسيلة أخرى للتأريخ وقياس الزمن؛ وهي تضاربات أو تناقضات قليلة، ولكنها موجودة بالفعل في نتائج تأريخ العينات الأثرية والأعمال الفنية المنتمية لتلك الحقبة والتي جرت في سبعينيات وثمانينات القرن العشرين.

دليل آخر يستند إليه أستاذ جامعي للتاريخ في ألمانيا هو د.«هانز أولريخ نيمتز» الذي يؤيد الأطروحة: وهو النظام المعماري الروماني المعروف بالرومانيسك، والذي كان من المفترض أن يختفي بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية في نهايات القرن الخامس – 476 تحديدًا -؛ لكنه لم يختفِ تمامًا بل ظل متواجدًا في الأعمال الهندسية وظُرز المعمار بكثرة لمدة 5 قرون أخرى وحتى القرن العاشر الذي تم فحص النُظم المعمارية منه، ومن هذا «الدليل» يطرح الباحث فكرة أن بعض الحقب الشهيرة من الإمبراطور شارلمان هي تاريخ غير موجود، بل ومزيف بالكامل.

كنيسة بازيليكا دي سان فنسنت في إسبانيا على الطراز الروماني

الأوساط العلمية ترد: نظرية مؤامرة لا أكثر

تمّ تناول هذا الطرح من قبل موقع ZME Since العلمي والذي يعود إلى بدايات القصة، وتحديدًا عام 1986 حيث أقيم أحد المؤتمرات العلمية الأثرية في ميونيخ بألمانيا للدراسات الكنسية يتناول وفرة الوثائق التاريخية المزيفة وتم عرض الكثير من الوثائق المزيفة، والوقائع المُدعاة بأشخاص غير حقيقيين، وأماكن غير حقيقية، وحتى اتفاقيات غير حقيقة، وأغلبها جرى تزييفه بواسطة الكنيسة الإمبراطورية، والذي حضره هربرت إليج صاحب الأطروحة، والذي يبدو أنه تأثر بشدة بهذا المؤتمر الذي فنّد الكثير من الزيف الوثائقي بواسطة الكنيسة.

بورتريه الإمبراطور شارلمان الذي تدعى النظرية عدم وجوده في التاريخ

ولكن كما يقول العالم الفيزيائي الشهير كارل ساجان: «كُلما كان الادعاء النظري كبيرًا تطلب أدلة كبرى وحاسمة»، ولكن الأدلة التي يطرحها إليج ما هي إلا «ظروف وقتية» لا ترقى إلى الدلائل العلمية المؤكدة، ولكنها دون شك تطرح تساؤلًا جادًا: إلى أي مدى يتم تزييف وقائع التاريخ؛ ذلك الأمر يفتقد دلائل مُشبعة لإثبات «نظرية مؤامرة» بالأساس.

فيزياء الفلك ترد.. لا تناقض

في مقال كتبه الأمريكي «براين كوبرلين» أستاذ الفيزياء الفلكية بمعهد «روشستر» للتكنولوجيا بنيويورك على موقع «فوربس» متناولًا تلك الأطروحة، يفيد بأنّ مثل هذا الطرح عادةً ما يجب أن يتناوله الباحث بمنهج له عدة أوجه منها المقارنات بين الحسابات التاريخية للخروج بنتائج جادة رياضيًا.

وإحدى أهم نقاط الضعف في تلك النظرية هو أن افتراض إضافة ثلاثة قرون وهمية للتاريخ الأوروبي ببساطة لا يتفق مع الحسابات التاريخية الأخرى المتزامنة معه، ويذكر براين – على سبيل المثال – تاريخ التوسع الإسلامي في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وأسرة «تانج» في الصين، والذي تتفق حساباتهم مع المذكور من الحسابات التاريخ الحالي.

بورتريه الفيلسوف والمفكر الروماني بليني الأكبر

نقطة أخرى يشير إليها بقوة وهو الحسابات الفلكية التي هي في الأصل أحد الأصول في حسابات الوقائع، حيث قام الإنسان بتسجيل أحداث فلكية كبيرة ومتنوعة على مر التاريخ، وإذا وضعنا مثالًا لهذا سوف نجد مثلًا سجلات الفيلسوف وعالم الطبيعة الروماني الشهير «بليني الأكبر» قد ذكر حدوث كسوف شمسي عام 59 قبل الميلاد، وهو ببساطة ما يتفق مع الحسابات التاريخية الحالية وبقياس دورات الكسوف الشمسي، لذلك يتفق كُل من المتخصصين في التاريخ والتأريخ، وعلماء الفلك أن نظرية الزمن شبح لا تصمد باعتبارها نظرية علمية بالأساس.

المصدر: ساسة بوست

]]>
إيطاليا تتبرع بمبلغ 6,8 مليون يورو لبرامج وخدمات “الأونروا” https://www.a7walworld.com/23761 Fri, 28 May 2021 16:40:03 +0000 https://www.a7walworld.com/?p=23761 تبرعت الحكومة الإيطالية بمبلغ 6,8 مليون يورو لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط “الأونروا” وذلك دعما لبرامجها وخدماتها الأساسية.

وقالت وكالة “الأونروا” في بيان: إن “هذا الدعم من إيطاليا سيكون له أثر إيجابي مباشر على رفاه بعض من أكثر الأشخاص المعرضين للمخاطر في الشرق الأوسط”.

وقال القنصل العام الإيطالي في القدس، جوزيبي فيديلي، إن “هذا التبرع يعكس الالتزام الراسخ لإيطاليا بدعم “الأونروا” في تقديم خدمات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط”.

وأضاف: “مؤخرا دأبت “الأونروا” على أن تكون في المقدمة في تقديم الدعم الطارئ للفلسطينيين الأشد تأثرا بالجولة الأخيرة من استئناف العمليات العدائية في قطاع غزة، وتظهر مرة أخرى مدى أهمية وجود الأونروا على الأرض للوصول إلى الأشخاص الأشد احتياجا”.

المصدر: وكالة “آكي” الإيطالية

]]>